الثــوب كلمة
تطلـق علي اللباس والغطاء ولكن عند المرأة السودانيه دلالـه
اكثـر وخصوصيـة
وتفــرد لان الثوب السوداني ليس مجـرد زي يميـز المراأة السودانيه
بل لانه جزء من
تكوين شخصيتها وانتمائهـا وليس متفرد في طريقـة لبسـه والوانـه
او نوعـه فقط
بـل فيمـا يجســده مـن معاني الحشــمه والســتر ، اصبح الزي القومي
منذ قديم الزمــان
، تاريخه يرجع للحضارة البجراويـه وكان خاصا بالملكات ، وأول من
لبســت الثوب
هي الملكة ( الكنداكـه ) وكان يتكون قديما من قطعتين غطاء للرأس واخر
لبقيـة الجسم
الي أن صـار من قطعتين .
يعرف عن الثـوب
السـوداني انه من ارقــي الازياء من ناحية الشـكل والخامه التــي
يصنـع منهـا ،
فهو يصنع من أجـود انواع القطن في افخم المصانــع
فــي ( مانشســتر
/ ســويسـرا
)
والان توجـد مصانع
في دول عـدة من بينهــا الـهنـد والصــين ودول الخليج ، لجماله
وخصوصيـته نال
اعجـاب الكثيــر من بيوت الازيــاء داخل وخارج الوطـن .
الثــوب السـوداني
له من الالـوان والاشــكال ما لايحصي ولا يعـد ، ولكن كان قديـما
ذا طابـع موحـد
ومميز وكان غالبا ما يصنـع من القطـن أمـا الان تعـددت الاشكال
والخامات فاصـبح
يصنع من الحــريـر والبولسـتر وما شاكلها ، كانت الثــياب معروفه
الاســماء مثل
التـوتل الســـاده والتـوتل المـورد وابو قجيـجـه ورسـاله لنـدن . و وتجـــد
فيهـا مـن الرقـي
والانــاقـه مـا يفوق الازيــاء الاخــري ، وكانت ذات الوان متناسقـه
تناسـب طبيعـة
بلادنـا ، كانت النســاء ( الكبيرات في العمـر ) يلبســن ثياب تســمي
الفــراد ( جمع
فــرده ) ليسـت كفردة اليــوم .... والفــراد هـذه تجـدها غالبـا باللون
الابيض ولهــا
( زيـق ) يعني خطوط في الاطــراف بـكل الالوان تختار المـرأة ما يتاسبها
ذوقــا وعمــرا
، وايضـا الفراد المضلـعـه تجدها منسوجه بخطوط مفرقــه طوليه ربما
جـاءت تسميتها
لانـها تشـبه الضلوع ( والله اعلم ) خطوطـه بعـدة الوان تشـبه
الزي ( الاثيــوبـي
) في شــكلها وليست في طريقـه لبســها ، وكانت تلك الفراد توصي
وصــايه يعني
تصنع في اماكن معينـه ويصنعها اناس متخصصون يسمون ب( النـقـادة
)
وايضا يصنعون
فراد الحـداد وهي غالبا ما تكون من الدموريه والوانها الابيض والاسـود
وتـكون ثقيــله
وخشــنه الملمـس عكس الفـراد الاخـري تكون ناعمه وخفيفه ، كانت
الثياب البيضاء
مخصصه للاماكن الرسميه كالمكاتب والمستفيات والمدارس وكانت بلونها
وخامتها كل هذ
الاسباب تقي المـرأة من حرارة الجــو ورطوبتـه ، وايضا احترام لجو
العمل وعـدم لفت
انتبـاه الغيــر . ومن الثياب ايضـا ثوب الزراق ربما للونه الازرق وكان
يصبغ كلمـا تتغير
الوانـه
.
و كانت الثيــاب
تطرز بعـدة اشــكال منها ( البردلــي ، القطــبه ) وتزين في اطرافهـا
بالكورشــي والفــل
، وايضا كانت تطبع بالوان زاهيــة وجميــلة متناسـقه .
وكانت تختار المـرأة
الثــوب الملائـم للـمكان الذي تذهـب اليـه ، فكانت ثــياب
العــزاء ذات
طابع هادي والـوان مناسـبه كالاسـود او البني او الرصـاصي وما
شابهها من الوان
، اما في المناســبات الســعيده والافــراح فـتجــد كل الالــوان
والاشــكال بل
تتفنن المــرأة في صناعتة لتظهــر في اجمل حلـه وابهـي منظـر ، امـا
الثيــاب التي
نخـصص للعروس فهي ذات طابع خاص والوان جميلـه تتناسب مـع
المناسـبه وتســمي
باسمها مثال ذلك ( ثـوب الجـرتـق ) دائما يكون احمــر اللون
وثــوب الصبحيـــة
يكون لونــه بـمبـي ، وكانت ثـيــاب الحــرير خاصـة بالعروس
وصغيرات السـن
نسبة لخفتـه وشفافيتـه ولكن اليوم تلبســه جميع النسـاء بما تنسـقه
معها من ملابس
واكسـسورات
.
وبعـض النســاء
في قبائل الســودان يحــبزن الوان معينــه للثياب مثلا في قبائل
الشرق والبحــر
الاحمــر يفضلن اللون الاحمـر والبرتقالي ربما لقرب البحــر منهــم
ولحركة التجاره
وارتباطـم بالعـالم الخارجي كالـهــند واليمـن ودول الخليج ، أمـــا
فـي اواسـط الســودان
يحبون الالوان النيليــه كالازرق وغيـره . اما في جبال النـوبه
يفضلون البنـي
والبمبــي ، وفي جنـوب الســودان تكون ملابسهم وثيابهـم تشــبه الوان
طبيعتهم الخلابـه
السـاحره
.
كانت الثيـاب
في الماضي والحاضــر تــرمـز لاحـداث سـياسـيه واجـتماعيه واقـتصاديه
بمســمياتها وكانت
من ضمن اســماء الثياب ( لقـاء الاخــوة ، ضلوع الدكاتره ، كـبري
شمبات ، وانابيب
البتــرول ) وغيرها من الاحداث. ومن اسماء الاغنيات ايضـا ( كعصافير
الخريف ، والاميــر،
ومعــبود الجمــاهير) وكانت تحاكــي احـداث المجتــمع كلــه في
اشــكـالهـا واســمائهـا
.
واليـوم للظروف
الاقتصاديه اصبحت الثياب التي تصنع من القطن نــادره
او لنقل قل الطلب
عليهـا واصبحت تنافسهــا ثياب الحرير التي تزخرف بالخرز و
الخيوط الذهبيه
والفضيـه وتطبع باجمل الاشـكال والالوان واصبحـت تتنافــس فــي
صناعتهـا ارق
بيوت الازياء والمصــانع لكثرة الطلب حتي صارت تتفرد وتبدع فيها.
والثــوب الســوداني
لا يختــلف فـي حجمـه من قبيلـة لاخـري بل يختلـف في طريقـة
لبســه في بعض
المناطـق مثال ذالك في شرق السودان او عند بعض القبائل كالبجـه
والرشــايده
. وايضا يوجــد نـوع من انـواع الفــراد في شرق الســودان تســمي
فراد كســلا او
مسميات اخـري وتلبس بطريقـه مختلفه قليــلا عن الثــوب .
والثــوب الســوداني
معروف فـي كـل بلاد العـالم العربيـه منهـا والاوربيـه لان
المـرأة السـودانيه
لـم تتخلي عنه في كل الظروف والاحــوال وفي كل المواقــع
والمناســبات
، حتي صـار جـزء لا يتجزأ من شخصيتها وكيانها ، ما تخلت عنه المرأة
الا نـادرا ان
كان لظروف عملهــا أو لاســباب اخـري ،ولكنه في كل مكـان يلفــت
الانظــار برونقــه
وطريقــة لبس المـرأة لـه في تناســق وجمــال . تشــترك معنـا بعض
الدول في ارتـداء
الثــوب ، ولكـن للثـــوب الســودانـي خصوصيه ورونقه ، في نوعــه
والوانــه وفي
طريقــة لباســه .
ومن طرائف ( امهاتنــا
وحبوباتنــا ) كـانوا يســمون الثياب ، مثلا ( ثـوب الجيران
وتوب البكــاء
، وثــوب الغطاء ، وتوب الدخــان ) واشياء جميله اندثـرت .
اقــول لاخــواتي
وبنــاتي في المنتـدي الثــوب السـوداني مافي احلي ولا اروع منـه
ولـو كان يعيقــك
في العمــل والحركــة لابــد ان تلبســيه في المناســبات وما اكثرهـا
كالافــراح والمناسبات
الاخــري ، لانـه يعطيــك جمــالا فوق جـمـالك .
ارجـو ان تحافظ
المـرأة علي الثـوب لانه يمثــل الزي القومـي الذي يميزننا ولانــه
رمــز لاصالتـنا
وعنــوان لجمــالنـا .