،،الثوب،، او ،،التوب،، كما يقال عنه في السودان هو الزي الرسمي للسودانيات
،وهو زي محتشم لأنه يغطي جسم المرأة من راسها الى قدميها وعادة يكون من اقمشة (التوتل)
او(الحرير) او انواع اخرى متعددة.
ويعود تاريخ
«الثوب» السوداني إلى سنوات بعيدة، تزيد من عمق تأثيره في مفردات الحياة الاجتماعية
السودانية. ففي الماضي كانت الفتاة في السودان، تلتزم بارتدائه بمجرد بلوغها سن الثانية
عشرة من عمرها، إيذاناً باكتمال أنوثتها، ومعبراً عن وصولها سن الزواج. بعبارة أخرى
كان وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن الصبية قد باتت بين عشية وضحاها شابة، تستطيع تحمل
مسؤولية الزواج والاشراف على المنزل، إلى حد ان الفتاة كانت ملزمة بارتدائه لهذا الغرض،
إلى عهد قريب. الأمر يختلف بالنسبة للسودانية المتزوجة، فهي لا يمكنها التنصل من ارتدائه،
لأنه يعتبر إشارة واضحة على أنها سيدة متزوجة،وارتداء التوب السوداني يعد جزءاً من
التراث الشعبي الوطني الذي يحرص السودانيون على إعلان الانتماء إليه بشتى الطرق، خاصة
عندما يوجودون خارج بلادهم في إشارة إلى هويتهم وثقافتهم واشارت الأستاذة بدرية احمد
العركي المصممة للثوب السوداني الي ان تسمية الثياب بالأسماء تأتي من النساء ومن المواقف
العامة ، و في السودان التياب الجديدة تسمى باسماء شخصيات مهمة مثل((توب الصحاف))((
وتوب اوكامبو)) وهذا توب جديد.
وأضافت أن خامات
الثياب منها التوتل والحرير ( سادة او مطرزة ) ، يمكن شغلها بالأحجار الكريمة او الكريستال
او القلتر ، وقالت : إن النساء من أعمار (20-30 سنة ) يفضلن الحرير أما من (30-40 سنة)
فيفضلن التوتل وكبار السن يملن الي التوتل الأبيض أو الأسود أو الكحلي التي تدخل عليها
بعض اللمسات الجمالية والثوب السوداني يعبر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة السودانية
التي لا يمكن أن تخلو خزانتها من «ثوب» بعدة نسخ منه، تزيد من أناقتها حتى لو لم تكن
ترتديه باستمرار كمايعبر عن الوضع الاجتماعي ومكانة الزوج.. وآخر المستجدات الاجتماعية
والسياسية .و يعتبر ايضا مؤشرا مهما لحالتها وحالة زوجها الاقتصادية، فخامة الثوب ولونه
وموديله تلعب دورا كبيرا في تحديد سعره وبالتالي تحديد من يقبل على شرائه، حيث يشكل
الثوب مدعاة للتفاخر والتباهي خاصة في المناسبات الاجتماعية، لذلك نجد النساء يتنافسن
على ارتداء أفخر أنواع الثياب، كما يعرف وضع الرجل الاقتصادي بما يقوم بشرائه وإهدائه
من أثواب لزوجته.
وإذا كان المثل
العربي يقول انه لكل مقام مقال، فإن المرأة السودانية تقول «لكل لقاء ثوب»، فعندما
تزور المرأة السودانية جيرانها ترتدي ثوبا بسيطا تطلق عليه ثوب الجيران، وعندما تستقبل
أحدا في منزلها ترتدي ثوبا يتناسب مع المناسبة، وهكذا.
ويتراوح سعر الثوب
السوداني بين 50 ( مايعادل 100 جنيه سوداني)دولارا و700 دولار(ما يعادل 1400 جنيه سوداني)
للأثواب ذات الخامات الفاخرة والتطريز الجميل.
فخامة الثوب ولونه
وموديله لها دور كبير في تحديد سعره و الأغنيات الوطنية السودانية وجدت في هذا الزي
بعضاً من رائحة الوطن الذي يميزه بين الاوطان، ومنها أغنية «يا بلدي يا حبوب، يا أبو
جلابية وتوب».
وتمتد علاقة
«الثوب» بمفردات العادات الاجتماعية السودانية، لتصل إلى عادات الزواج المتميزة بعاداتها
وطقوسها. والدليل على أهميته أنه يتصدر قائمة الهدايا التي يقدمها العريس لعروسه، ويتراوح
عدد ما يقدمه لها من اثواب ما بين 3 - 12 بألوان مختلفة. ليس هذا فحسب، بل يتعين على
العريس أيضاً شراء مستلزمات الثوب، بدءا من الحذاء إلى حقيبة اليد المناسبة، وهي العادة
التي اصطلح أهل السودان على تسميتها بـ «الشيلة».
وألوان الثوب
تتحدد حسب المناسبة التي سيتم ارتداؤه فيها، فالثوب الأحمر المزركش والمرصع ببعض الحلي،
ترتديه العروس بعد انتهاء مراسم الزفاف، التي تليها عادة اسمها «الجرتق»، يرتدي فيها
العريس الزي القومي للرجال، وهو عبارة عن جلباب وعمامة. أما الثوب ذو اللون الأبيض
فترتديه السودانية في حال وفاة زوجها، حيث تواظب على ارتدائه طيلة فترة العدة ولا تغيره
أبداً.
وعموماً فإن اللون
الأبيض في السودان يظل معبراً عن الحزن على عكس الدول الأخرى التي ترتدي النساء فيها
اللون الأسود ويتكون الثوب السوداني من قطعة من القماش يختلف طولها حسب طريقة ارتدائه،
فيبلغ طول الثوب الذي يتم ربطه من الوسط إلى أربعة أمتار ونصف المتر، بينما يبلغ طول
الثوب الذي يتم ارتداؤه من دون ربطه من الوسط، نحو تسعة أمتار. أما طريقة ارتداء الثوب،
فتتم عن طريق لفه حول جسد المرأة ورأسها فيما يشبه طريقة الساري الهندي، الذي يختلف
عن الثوب السوداني في أنه لا يغطي رأس المرأة. وتحرص السودانية على ارتداء تنورة أو
فستان بلون مناسب للون الثوب قبل ارتدائه. وفي السودان توصف المرأة بالأنيقة عبر عدد
ما تملكه من أثواب لا بد أن تتوافق في ألوانها مع لون بشرتها وحجم جسدها، سواء كانت
نحيفة أو بدينة. ليس هذا فقط، بل يمتد الحكم على مدى أناقة المرأة الى ما تحويه خزانتها
من اكسسوارات مكملة لأناقة «أثوابها». وتبدأ تلك الاكسسوارات من الحذاء وحقيبة اليد
ومدى ملاءمتهما وتناسقهما مع ما لديها من أثواب.
وعالم أزياء الثوب
السوداني هو الآخر زاخر ومتجدد، ... كما تختلف خامة الثوب باختلاف البيئة النابع منها
فهناك «الفردة» وهو اسم الثوب الذي ترتديه المرأة في شرق السودان، ويصنع من القطن الصافي
الذي لا يحتاج الى تطريز، وهناك أيضاً «اللاوه» وهو الثوب الذي ترتديه النساء في الجنوب
الذي يتميز بربطه من على الكتف من دون الحاجة لوضعه على الرأس، كما هي العادة في الثوب
السوداني.
ويلجأ التجار
السودانيون إلى إطلاق أسماء ذات علاقة بأهم الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
على ما يبيعونه من أثواب، ويمكنك من خلال جولة بين محلات بيع الثوب السوداني أن تعلم
آخر المستجدات على الساحة الاجتماعية والسياسية في السودان. ومن بين تلك الأسماء «الدش»،
«الإنترنت»، «نيفاشا»، «همس الخليج».
وهوية الثوب السودانية،
لم تمنع دولة مثل سويسرا أن تضم بين حدودها أكبر مصانع الثياب السودانية، فسويسرا تعد
من أكبر منتجي الثوب السوداني، حيث تمد السوق السودانية بأكثر من 82% من احتياجاته
من هذا الزي. ويتابع مصممو الأزياء السويسريون السوق السودانية ويرصدون اتجاهات الذوق
السوداني، ليبتكروا أرقى وأجمل أنواعه، ومعظم الثياب السودانية تأتي معظمها مستورده
من الخارج كالحرير الذي يأتي من السعودية والأمارات والصين والتواتل الأصلية من سويسرا
، ودخلت صناعات من دول أخرى ، لكن هنالك صناعات سودانية للثوب لكن الخامة ليست بالجودة
العالمية وتحتاج الي تحسين .
. والانفتاح الثقافي الذي لم يرحم الثوب
من المنافسه داخل السودان مع غيره من الملابس، خاصة العباءة الخليجية التي باتت المنافس
الاول للثوب بين النساء في الشمال السوداني الذي يعيش فيه نسبة كبيرة من المسلمين،
حيث تمنح العباءة المرأة سهولة الحركة، مقارنة بالثوب السوداني الذي كثيرا ما تشكو
المرأة من أنه يحد من حركتها، وهو ما دعا بعض النساء الى ابتكار طريقة جديدة لارتدائه،
من خلال ربطه حول الوسط على طريقة الساري الهندي، ووضع جزء آخر كغطاء للرأس تسدله المرأة
على كتفها الأيسر، ويطلق على هذا النوع من الأثواب، «الربط» وتكون خاماته في العادة
من الحرير والشيفون.
والمعروف انه
يتم اختيار الثوب المناسب حسب المكان المناسب حيث ان هنالك ثياباً تتناسب مع العمل
كالثوب الأبيض الذي يكسو المرأة نضارة وسط مكان عملها ، وهناك التي تناسب الأفراح كالأعراس
التي تزدهي فيها الألوان الجذابة (الأحمر وأمثاله) وغيرها إلى جانب التي تختارها المرأة
في الأحزان . وخلال الفترات الماضية شهد الثوب السوداني تراجعاً في اللبس ، وكانت القنوات
والفضائيات قد قامت بدور كبير في ارتداء أزياء دول أخرى حسب تبعات الموضة وارتباط الأجيال
بها ورغماً عن ذلك نجد أن هنالك فئات عمرية ملتزمة بلبس الثوب السوداني
.
و تحت عنوان
( ثوبي هويتي ) نظم المركز السوداني لتنظيم سيدات الاعمال معرضاً للثوب السوداني ،
في محاولة منهن لبث العافية في الثوب . ولم يخلو المعرض من تجديد للقديم من الثياب
واسماءها المشهورة كـ ( الوسادة الخالية ) وهو ثوب قديم يتم تجديده، و أسماء أخري كـ
( الجرتق – الجدائل – زهرة الخليج – النسمة – سد مروي ) كما حمل اسماء العديد من الأسماء
للنساء السودانيات أيضا كمهيرة وعازة ، وتضمن أزياء تخص أهل الشرق منها الفرات والكسلاوي
وله رواج لدى النساء . و هنالك جنسيات تأتي لتشتري الثياب السودانية كهواية او تغيير
من هولندا او فرنسا و كثير من النساء العربيات يعجبهن التوب السوداني ولكن لا يستطعن
ان يلبسنه لانهن يعتقدن بان عملية لبس التوب عملية معقدة.
وقالت الأستاذة
بدرية احمد العركي المصممة بمعرض الثوب السوداني : لقد اشتركت في لبنان وفي مهرجان
القاهرة الدولي وقدمنا عروضا خلالها تعريفاً للثوب السوداني حيث وجد تلك المهرجانات
قبولاً من السودانيين هناك .
واشارت الي فرص
تسويق الثوب السوداني من خلال الإكثار من المعارض وفتح مراكز سودانية للبيع لان الثوب
السوداني يعبر عن الهوية السودانية و يميز السودانيات ، مؤكدة ضرورة تخفيض أسعاره ليكون
في متناول يد الجميع ، كما يمكن ان نضيف إليه إضافات جديدة وعصرية مع احتفاظنا بقيمته
.
في السياق ذاته
تحدثت المصممة الجنوبية – اسونتا تونق – أن اشهر الأزياء لدى المرأة بالجنوب هو اللبس
الإفريقي النسائي ، وان معظم نساء الجنوب يرتدين الثوب السوداني وهو المفضل في المناسبات
العامة والخاصة لكنه غير مريح إذا قورن بالثوب الجنوبي ، أما ،،اللاوو ،،فيكون الخامة
عادة على حسب ما ترتديه بالداخل إذا كان خفيفاً فيكون اللاوو تقيل والعكس
.